روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | هذه تجربتي مع الصدقة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > هذه تجربتي مع الصدقة


  هذه تجربتي مع الصدقة
     عدد مرات المشاهدة: 2449        عدد مرات الإرسال: 0

تقول صاحبة القصة: إسمعوني ولا تعجبوا، فلي مع الصدقة شأنٌ عجيب، إنني أعيش معها حياة الراحة واللذة والسعادة، كم أحبها، لا أعلم شيئاً يأنس الإنسان بتفريقه إلا الصدقة، فأنسنا معشر الناس في الجمع لا التفريق..

لكنني مع الصدقة أجد الأمر بخلاف ذالك، أنا لستُ بصاحبة أرصدة في البنوك، وأسرتي ليست بذات الثراء، حتى تسد حاجتي، نعم، أنا طالبة في الكلية، قد تتعجبون لتقولوا بعد هذه المقدمة، من أين لكِ المال؟؟

لأقول لكم: إنها مكافأة الكلية على قلتها، فأنا بحاجة إلى ما تحتاجه كل فتاة من ملابس، ومذكرات ومصروف يومي، وغير ذالك من متطلبات الفتاة، إلا أن حبي للصدقة نحر كل رغبات الحياة، نعم في نهاية كل شهر أنتظر هذه المكافأة على أحر من الجمر، لدي قائمة لأسماء بعض الأسر الفقيرة، أقتسم أنا وإياهم هذه المكافأة..

نعم، والله لقد كنتُ أقتفي أخبار اليتامى والمساكين، كما يقتفي العطشان أثر الماء، والذي نفوس الخلائق بيده، إنني لا أملك نفسي إذا جاءني مسكين يمد يده، أشعر حينها بإضطراب حتى أسد خلته، لقد إستلفتُ في يوم من الأيام مبلغ من المال، لأسدد إيجار منزل أسرة فقيرة، وما كنت أعلم أن ورائي سوى هذه المكافأة، في يوم من الأيام جاءتني مسكينة تمد يدها، فلم أجد ما أعطيها إياه، ضاقت علي الأرض بما رحبت..

لجأتُ إلى ربي قائلة: يا الله، قلبتُ نظري في سيرة القدوة والأسوة محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فإذا في سيرته أنه كان إذا عرض له محتاج آثره على نفسه، تارةً بطعامه، وتارةً بلباسه..

وحينما وصلتً إلى هذا الحد، تذكرتً ثوباً متواضعاً كنتً قد قمتً بتجهيزه لزواجِ أخي، فسارعت إلى بيعه ثم قمتُ بدفع ثمنه كاملا لهذه السائلة، كنتُ أعلم أن من سيرته عليه الصلاة والسلام، أنه ربما نزع رداءه وتصدق به، تمنيتُ حينها أن لو كنتُ إرتديتُ هذا الثوب، لأنزعه لهذه المسكينة حتى تكتمل صورة الإقتداء...

عمدتُ بعد ذالك إلى ثوبٍ من ثيابي السابقة، ولبسته في زواج أخي، وكنتُ أنظر إلى الفتياتِ في الحفل وأقول: آه لو ظفرتُ بثوبٍ من هذه الثياب، لا لأرتديه، ولكن، حتى أبيعه وأتصدق بثمنه..

لقد كنتُ أستلم مصروفي اليومي من والدي، ثم أختلس لقيمات من إفطار البيت وآكلها، ثم أتصدق بمصروفي، ولا أذكر أنني تخلفتُ عن ذالك يوماً واحدا، أقسمُ لكم بالله أني أجدُ لذةٍ لذالك لا تعادلها لذّة.

حتى تقول: هذه هي حكايتي مع الصدقة، فأينكم يا أرباب الأموال؟؟

جربوا هذا الطريق حينها ستجدون سعادةً هي أعظم من سعادة كثرة المال..

الكاتب: ريم الزامل.

المصدر: موقع ياله من دين.